أبو بكر الصديق - رضى الله عنه

الاشراف العام المزاج : عادى

إن الله عز وجل لم يخلق شيئاً عبثا، ولم يقدر شيئ إلا بقدر، ولكل قدر حكمة خاصة به، ولكل موجود هدف مراد منه، وهو عز وجل لا يكلف نفساً إلا وسعها وحاشاه سبحانه أن يكلف خلقه بما لا يستطيعوا حمله، إذ لا تكليف بمستحيل، وحتي لا يكون للناس علي الله حجة يوم القيامة جعل الله من عباده أناس ليسوا برسل ولا أنبياء حجة له علي باقي خلقه، فأصبح كل منهم مثالاً في جانب من جوانب الحياة ومقياساً يقاس عليه أو معياراً يحتج به الله علي باقي خلقه ممن هم في نفس ظروفه، بحيث لا يأتي يوم القيامة أحد يقول يا رب ما كان ينبغي لبشر أن يقوم بهذا الأمر، فيكون الجواب لماذا إذن استطاع فلان وهو بشر، وأكثر هؤلاء البشر كانوا من صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم، فقررت أن أتناول جوانب من حياة بعضهم بنظرة خاصة علي العبرة من هذه الجوانب، وكنت قد كتبت عن عمر الفاروق الحاكم حجة الله علي كل حاكم، ولا أستطيع أن أكتب وأثني بالصديق رضي الله عنه فهو من فضله الله من فوق سبع سماوات وفضله كذلك رسوله، فإني بالأمس كنت قد ثنيت بعمر، واليوم أبدأ بـــــ

أبو بكر الصديق الرفيق الرقيق حجة الإيمان علي المؤمنين

أبو بكر الصديق رضي الله عنه، الرفيق الرقيق (لين القلب)، حجة الإيمان علي المؤمنين، كما كتبت عن الفاروق الحاكم حجة الله علي كل حاكم، الآن أكتب عن أبي بكر الصديق حجة الإيمان علي المؤمنين، فكما كان عمر حجة الله علي الحكام، علي من لم يسعه العدل منهم، فإن الصديق حجة الله علي المؤمنين من لم يكتمل إيمانه منهم، أو من لم يسعه اليقين بالله عز وجل، فها هو قد وسع أبابكر إيمان مطلق لا ينازعه فيه شك ولا ريب

توقفت كثيراً أمام الصديق رضي الله عنه فقد مر وقت طويل منذ أن كتبت عن الفاروق، ومن حينها وانا متردد، هل يجوز لي أن اكتب عن الصديق، وكانت تملأني خشية من ان اكتب عنه علي وجه لا يرضي الله ورسوله، فيكون عندئذٍ عدم الكتابة أولي، لكني استخرت الله مؤخراً، وقررت الكتابة بنية إرضاء الله ورسوله، فإنما الأعمال بالنيات، فقد يقرأ شخص واحد مقالي هذا فيفيد منه، وهذا كان دافعي للكتابة في هذه السلسلة من البداية، ورجوت من الله ألا أبخس الصديق حقه

بداية، هو؛ عبدالله بن أبي قحافة، أو عبد الله بن عثمان، أو عتيق بن عثمان، أو أبو بكر الصديق

ولد الصديق رضي الله عنه بعد عام الفيل بثلاث سنوات، أي أنه كان يصغر رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم بثلاث سنوات، وهو أول من آمن من الرجال بسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وكان الصديق قبل إسلامه يعرف بعتيق، وورد أنه لم يشرب الخمر قط، ولم يئد البنات، ولم يسجد لصنم، فقد كانت فطرته السليمة تأبي عليه ذلك، وكان كثير التدبر كثير الخلوة بنفسه، وكان تاجراً يسافر كثيراً وكان يتعمد في سفره السؤال عن الديانات السماوية التي سبقت الإسلام، ويروي أنه كان يذهب لورقة بن نوفل كثيراً وكان دائم الحديث عن أنه ينبغي أن يكون للكون إله حي موجود غير هذه الأصنام، وكأن الله عز وجل كان قد هيئه لصحبة رسوله من البداية، وكان قد صحب النبي قبل البعثة والرسالة وقت أن كان النبي ابن عشرين عاما، فصحبته قديمة وعريقة، فلما أن سمع بأن محمد يدعو إلي دين جديد سرعان ما استجاب له وآمن به

وهذا جانب من مواقف الصديق في الإسلام وهو ما أعانني الله عليه، لتوضح كيف كان إيمان أبابكر وتصديقه ويقينه بالله عز وجل عسي أن يعتبر معتبر، فاخترت بعض ما قيل فيه وبعض مواقفه

فهذا رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم، يتحدث للصحابة عن الصديق، فيقول، ما من أحد عرضت عليه أمر هذا الدين إلا وكانت له ردة، إلا هذا الرجل وأشار إلي أبي بكر دعوته فقال صدقت، وكما قال عليه الصلاة والسلام للصحابة ذات مرة من أراد منكم أن ينظر إلي صدر أبيكم إبراهيم فلينظر إلي صدر هذا الرجل وأشار إلي أبي بكر، ولما سئل النبي صلي الله عليه وسلم من أحب الناس إليك؟ قال عائشة، قيل له ومن الرجال؟ قال أبيها، يقصد أبو بكر الصديق، وكما قال أيضا لو وضع إيمان الأمة في كفة وإيمان أبابكر في كفة لرجح بهن إيمان أبي بكر، فهكذا كان إيمانه ويقينه وتصديقه فهو الذي صدقه وقت أن كذبه الناس، وآواه ونصره وقت أن عاداه الناس، فرجح إيمانه إيمان الأمة بمن فيهم عمر وغيره، وحسب أبي بكر سبقاً وفضلاً ومنزلة أن الله سبحانه عاتب المسلمين جميعاً في رسول الله صلي الله عليه وسلم خلا أبا بكر فإنه نجي من المعاتبة، "إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار"، ولم يسمع أحد الوحي يلقي علي رسول الله إلا أبو بكر فإنه سمع جبريل وهو يقول يا محمد اقرأ "إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء"

فها هو يقدم الرسول علي نفسه ويزود عنه بروحه قبل ماله ففي الهجرة كان يمشي عن يمين النبي صلي الله عليه وسلم ثم عن يساره ثم من أمامه ثم من خلفه، فلما سأله النبي عن ذلك قال يا رسول الله وقع في نفسي أن الخطر ياتيك من علي يمينك فمشيت عن اليمين حتي إذا جاء كنت أنا فداك يا رسول الله، وكان كلما وقع في نفسي أنه سيأتي من جهة مشيت أنا منها، فأنا إن هلكت هلكت وحدي أما أنت فأنت أمة كاملة يا رسول الله، ثم لما أن مر النبي وأبو يكر بقوم وكان الصديق معروفاً في قريش عن رسول الله، فسأله القوم وهم يبحثون عن محمد، من هذا الذي معك يا عتيق فقال هو هادٍ يهديني السبيل، فتبسم النبي صلي الله عليه وسلم من قولته، انظروا هكذا يكون الصديق رفيق، رفيق ليس كأي رفيق، وليس كل رفيق يمكن أن ينعت بأنه رفيق، فحسبه أنه كان للنبي رفيق، وحسبنا أن رفيق النبي كان نعم الرفيق

هذا ويكفيني في هذا المقام أربع مواقف فقط للصديق، فلو أطلقت العنان لنفسي ما انتهيت من الكتابة عنه إلي الأبد، فأنا لازلت أكبح جماح قلمي حتي لا أطيل عليكم فيملني القارئ منكم، فقد رأيت في هذه المواقف ما يمكن أن يخدم موضوعي، هذه المواقف إجمالاً، موقفه يوم الإسراء والمعراج، ثم موقفه يوم أن تُوفي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم، ثم موقفه يوم الردة، ثم حقيقة خلافه مع السيدة فاطمة الزهراء ريحانة آل بيت رسول الله

أولاً: موقفه يوم الإسراء والمعراج
كان القوم في مكة يعلمون مدي نصرة أبو بكر للنبي، وكانوا يعرفون جيداً أنه من حصون النبي الحصينة، وحاولوا جاهدين التفرقة بين الصديق والنبي لكنهم ما استطاعوا، فعندما أسري بالنبي يوم الإسراء والمعراج، وقص علي الناس قصته وتناولها المسلمون الأوائل، لم يكن الصديق موجود في مكة، وكان في بعض تجارة له، فرأي القوم في هذا الموقف ضالتهم المنشودة، فهم يعلمون أن أبا بكر رجل ذي عقل، ولن يقبل ما يقوله محمد عن إسرائه إلي بيت المقدس ثم صعوده إلي السماء السابعة، كل ذلك في ليلة واحدة، فقرر المشركون أن يصلوا إلي أبي بكر قبل محمد وأصحابه، فذهبوا إليه فلم يجدوه في داره، فظلوا يبحثوا عنه حتي علموا أنه قادم، فأرسلوا وفدهم إليه، فهرع القوم إليه يزفون ظناً منهم أنهم قد تمكنوا من محمد، فقالوا له: أعلمت بما يزعم صاحبك يا عتيق، قال: ماذا يقول، قالوا: إنه يزعم أنه أسري به إلي بيت المقدس ثم عرج به إلي السماء السابعة، فرد الصديق: أوقال ذلك، فرد القوم في بشر وسرورظناً منهم أن الشك دخل قلبه -ويحهم فهم لا يعلمون شيئاً ولا يفقهون- نعم، فرد الصديق قبل أن تتمادي خيالات القوم، إن كان قالها فقد صدق، وأصدقه في أبعد من ذلك، ألا أني أصدقه في خبر السماء يأتيه بين غدوة أو روحه، يالها من لطمة لطمها الرجل علي وجوه القوم، فبهتت بها وجوههم، وإني لأكاد أتصور وجوههم من سوء ما عادوا به من حيث أتوا، فعاد المشركون مبهوتون ثم بشروا قومهم بسوء ما عادوا به من عند الصديق، ولعله من يومها أطلق عليه الصديق، أرأيتم إيمان الرجال، وليس كأي الرجال، وليس كل الرجال رجال، أرأيتم التصديق المطلق والإيمان الكامل، هذا الذي لم يعرف الشك لقلبه طريق، ولا الجزع إلي نفسه سبيل فحقٌ فيه قول
لصَديق الصِديق

ثانياً: موقفه يوم وفاة النبي صلي الله عليه وآله وسلم
يوم أن توفي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم، جزع الناس جزعاً شديداً وخارت قوي الجميع، فلم يكن الصحابة رضوان الله عليهم يحتملوا مثل هذا النبأ، ولم يكن أي منهم يحسب لذلك اليوم حسابا، حتي وصل الأمر بالفاروق أن امتشق سيفه وصال في المدينة وجال، وهو يقول لا أسمعن أحداً يقول مات رسول الله إلا ضربت عنقه، ويسود الصمت المكان وينقطع الجميع عن الكلام خشية تهديد عمر، ويكاد أمر الدين يتفلت، حتي يخرج البحر الخضم والجبل الأشم، رجل المواقف، حارس الدين الأمين، حافظ الإسلام بعد النبي الكريم، من اتهمه البعض بالضعف، فها هو قد أثبت للجميع أن لين جانبه ورقته لم تكن ضعفا، لكنها كانت لله ورحمة بالناس، فيقف رجلاً علي الأهوال جلداً، يعلنها صرخة تمخر عباب الصمت الرهيب، أيها الناس من كان يعبد محمدا فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، فيخر الفاروق منهمراً في البكاء وكيف لا وقد سمعها من الصديق، فأيقن وقتئذٍ صدق ما سمع وما وجد حيلة سوي البكاء، بكاء الجبال علي ألم الفراق وأي فراق، إنه حقاً فراق ما كان يكفيه البكاء ولو كان دماً حتي يوم القيامة لكنها سنة الله، ولله ما أعطي وله ما أخذ، فهدأ الجميع، ولكن لي وقفة، إن الموقف هذا نقرأ عنه كثيراً ونسمعه كثيراً لكني أتوقف أمام كلمات الصديق التي قالها، وأتخيل مقدار ألمه وما لهذا الرجل من قوة، أي قوة تلك التي تجعل هذا الرجل، وبالأخص هو، يحتمل فراق النبي، الذي لم يكن له نبياً فحسب، بل كان أباً معلماً صديقاً رفيقاً حبيباً أحب إليه من نفسه التي بين جنبيه، والله لو تمثل أي منا، ألم الصديق علي فراق الحبيب محمدا، ما حزن منا أحداً علي فراق أحد، ولا بكي منا أحد أحد، أي شكيمة تلك التي تجعل الرجال تتقوي علي أحزانها وآلامها، ويقف لينقذ الناس من الشك والجزع، فحق فيه قول القائل خير رفقة الأنبياء أبي بكر لرسول الله صلي الله عليه وآله وسلم، والله تعجز الكلمات عن وصف هذا الموقف، صَديق صِديق حبيب رفيق رقيق، يفقد رفيقه وحبيبه، فبدلاً من أن تعزيه الناس، يخرج هو فيعزي الناس ويشد من أزرهم، أنا لا أجد لتصرف الصديق هذا بمعيار البشر تصورا، فهي قوة من عند الله وسكينة أنزلها علي قلب الرجل، ليحفظ أمر الدين بعد النبي، كما فعل يوم الردة علي نحو ما سنري

ثالتاً: موقفه يوم الردة
بعد وفاة النبي صلي الله عليه وسلم، انتشر في الجزيرة العربية ما يعرف بمدعي النبوة، أمثال مسيلمة الكذاب ومن علي شاكلته، ومانعي الزكاة والمرتدين عن الدين، وكانت البيعة وقتئذٍ قد تمت للصديق أبي بكر، وقد تعرض الصديق لثاني أزمة بعد ازمة وفاة النبي الكريم، فما حسبه كان فاعلاً هذا الرقيق الحليم، حيث توالت الأنباء من هنا وهناك عن ارتداد أطراف الجزيرة عن الإسلام، فما عساه كان فاعلا،أبو بكر وزير رسول الله وصديقه وخليفته أوشك الدين أن يتفلت في بداية خلافته، يومها رق القوي عمر الفاروق، وقال أمهلم يا خليفة رسول الله، فرد الحليم الرقيق الذي استقوي بإيمانه بالله، أجبار في الجاهلية خوار في الإسلام يا بن الخطاب، سبحان الله!! عمر القوي رق ولان، ولو كان الصديق ظل علي عهده من الرقة والحلم وسار مع الفاروق في ذات الطريق، لانتهي أمر الإسلام يومئذٍ، غير أن الصديق لما أوشك أمر الدين أن يتفلت ثبته الله تعالي، فأقام المائل وأرغم الشارد وكشف الحق لمن ضل عنه، ووفي لرسول الله بكل ما حمله إياه، فحسبه كخليفة موقفه يومئذٍ، وما أخلده من موقف علي الزمان، وما أكبره وما أقواه وهو ينتهر عمر، وما أعظم ثقته بربه والعرب علي أعقابهم مرتدة، وقد سير كل جيش عقد لواءه رسول الله صلي الله عليه وسلم، قبل وفاته وعلي رأسها جيش اسامة بن زيد، والناس تقول له إن الخطر علي المدينة وشيك من المرتدين ومانعي الزكاة الذين يجيشون الجيوش للغور علي المدينة، فيرد قائلاً: لن أحل لواء عقده رسول الله ولو لعبت كلاب المدينة بخلاخيل نسائها، ولولا موقف الصديق بتثيت من الله عند الردة، لكان الإسلام تاريخاً منتهياً بوفاة رسول الله، يوم أن امتطي ناقته وامتشق حسامه يخب في طرقات المدينة، يهيب بالمسلمين أن ينفروا لجهاد المرتدين، وهو يقول: والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه رسول الله لحاربتهم عليه حتي أنتزعه منهم أو تنفرج هذه السالفة، انفرط عقد الناس فقومه الصديق، الرقيق الحليم الذي استحال إلي قوي مؤلم لأعداء الدين، خارت قوي الأقوياء فثبت الله الصديق الرقيق حتي أعاد الناس لطريق الله المستقيم، هذا ابو بكر الذي حفظ به الله أمر الدين مرتين وما أقساهما من أزمتين في حياة الأمم والشعوب

رابعاً: حقيقة خلافه مع السيدة فاطمة الزهراء بنت الحبيب ريحانة رسول الله صلي الله عليه وسلم
هذا الأمر الذي تجرأ فيه أعداء الدين علي الصديق بما لا ينبغي، فما كان لي أن أكتب عن الصديق ولا أتعرض له، حيث اتهمه فيه الشيعة بأنه لطم السيدة فاطمة الزهراء علي وجهها، وإنه لاتهام زيف وكذب وغش وأباطيل، فحقيقة الأمر أن النبي صلي الله عليه وآله وسلم كان قد وهب أرضاً من ماله لآل بيته للعيش من ناتج استغلالها، للسيدة فاطمة والإمام علي، وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم قد قال "نحن معشر الأنبياء لا نورث وما تركناه صدقة"، فلما تولي الصديق الخلافة وهو يعلم جيداً بحديث رسول الله، قد أخذ هذه الأرض من آل بيت رسول الله باعتبار انتقال ملكيتها لبيت مال المسلمين بوفاة رسول الله، فرفض الإمام علي الذهاب للصديق ومحادثته في هذا الأمر فقررت السيدة فاطمة الذهاب له، فلما ذهبت إليه وجادلته في أحقيتها بهذه الأرض تلا عليها حديث أبيها محمد عليه الصلاة والسلام، وقال لها الأرض إذن لبيت المال، ولن استطيع عدم تنفيذ حديث سمعته من رسول الله، فغضبت السيدة فاطمة وقالت له: والله لا أكلمك أبدا، فرد بأدب العارف بقدرها فقال لها: والله لا أهجرك أبدا، فقالت: والله لأدعون الله عليك، فقال لها: والله لأدعون الله لك، كيف لا وأني سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول، إن الله يرضي لرضاك ويغضب لغضبك، ماذا تريد يا بنت رسول الله، ثم توصل لأن يمنحها وآل بيتها ملكية منفعة الأرض فقط، مع الاحتفاظ بملكية الرقبة لبيت المال، وكان يعطيهم ناتج الأرض حتي نهاية خلافته، وسار علي ذلك عمر بن الخطاب بعده، وبذلك قد أنفذ حديث رسول الله، ولم يغضب الزهراء ريحانة رسول الله

هكذا كان الصديق دائماً، كانت خشيته من الله حالاً لازمت قلبه فجعلته في حضور دائم مع الله، كل خفقة من خفقاته واعية ذاكرة، كل نفس من أنفاس صدره تفكر وتدبر، إن أدي الفريضة، فراحة ورضاء، وإن تقدم بالنوافل، فخوف ورجاء، صحا قلبه فكانت متعة روحانية مسعدة، قلب مزهر وفيه سراج يضئ، سراج الخشية الذي جعل الله متجلياً في كل شيء، رأي الله بقلبه قبل أن يري القبلة التي يصلي إليها، علم أن يد الله تقع فيها الصدقات قبل أن تلمس أيدي المعتافين، استشعر جبروت القوي القاهر قبل أن يشعر بمغصة الجوع وحرقة الظمأ، خرج من ظلمات النفس إلي نور الهداية، خلي نفسه للعبادة مستعيناً بمن يعبده، فالعبادة هي القصد من الخلق، صبر مع النفس بالمجاهدة ومع القلب بتجليات الهيبة والجلال، فأصبح لا رياء ولا مخالفة ولا اعتراض، استغني بالخالق عن الخلق وفوض الأمر كله لله

هكذا نجد أن الله عز وجل قد من علي الإسلام بالصديق، الذي كان حصنه بعد نبيه عليه الصلاة والسلام، وهذا هو الصديق الذي تجاوز إيمانه كل مدي، هو بشر كأي بشر، جعله الله مثالاً في الإيمان وصدق اليقين ليكون حجة علي الناس في الإيمان، فلا يحتج أحد بعدم الاستطاعة، فقد استطاع أبو بكر وهو بشر أن يصل لدرجة الإيمان الكامل الذي لا نقص ولا قصور فيه

وفي النهاية عذراً للإطالة لكنه الصديق
ومعذرة سيدي الصديق إن كنت انتقصتك حقك وما وفيت، ولكن عذري أني بشر، وما من بشر بعدك يمكن أن يوفيك حقك، فإن كنت قلت عن الفاروق رجلاً قلما يجود بمثله الزمان، فأنت رجلاً استحال أن يجود بمثله الزمان

الاشراف العام المزاج : عادى

ام اميمة المنشدة كتب:

أبو بكر الصديق - رضى الله عنه 2360082263

زهرة متفتحة المزاج : ضحك

الصديق خليفة رسول الله رضي الله عنه وارضاه

أبو بكر الصديق - رضى الله عنه Post-25052-0-26489700-1319494883