بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
سيدنا وإمامنا ومعلمنا محمد
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
أما بعد..
أخواتي وبناتي الفضليات..
[/CENTER]
حياكم الله وبياكم، وجعل الجنة مثوانا ومثواكم
قال الله تعالى:
{ إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً } الأحزاب:72
قال الإمام السعدي فى تفسير هذه الآية:
يُعظِّم تعالى شأن الأمانة، التي ائتمن اللّه عليها المكلفين، التي هي امتثال الأوامر، واجتناب المحارم، في حال السر والخفية، كحال العلانية،
وأنه تعالى عرضها على المخلوقات العظيمة، السماوات والأرض والجبال، عرض تخيير لا تحتيم،
وأنك إن قمت بها وأدَّيتِهَا على وجهها، فلك الثواب، وإن لم تقم بها، ولم تؤديهافعليك العقاب.
{ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا }أي: خوفًا أن لا يقمن بما حُمِّلْنَ، لا عصيانًا لربهنّ، ولا زهدًا في ثوابه،
وعرضها اللّه على الإنسان، على ذلك الشرط المذكور، فقبلها، وحملها مع ظلمه وجهله، وحمل هذا الحمل الثقيل.
فانقسم الناس -بحسب قيامهم بها وعدمه- إلى ثلاثة أقسام:
منافقون، أظهروا أنهم قاموا بها ظاهرًا لا باطنًا،
ومشركون، تركوها ظاهرًا وباطنًا،
ومؤمنون، قائمون بها ظاهرًا وباطنًا.
إنتهى قول الإمام.
وكلمة الامانه مصدرها: أمن- يأمن- وأمانه، وضدها الخيانه.
وصار أمينا: كان أمينا مخلصا يحفظ الود والعهد
فالأمانة مسؤولية عظيمة، وحمل ثقيل، إلا مَن قدّره الله على ذلك،
وحقيقتها: أداء حق الله بعبادته، وإخلاص الدين له، والقيام بحقوق الخلق من غير تقصير.
ولها أمر عظيم، ولها شأن في حياة المسلم كبير؛ لاشتمالها على جوانب ما ينفع الفرد والمجتمع
من إخلاص لله على موافقة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم،
ولأداء الأمانة فضائلَ عظيمةً، دلَّ عليها القرآن وسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
ونركز حديثنا على القسم الثالث من الناس -كما ذكر الإمام السعدي- وهم المؤمنون: فقد قال الله تعالى في بيان وصف المؤمنين المفلحين:
{ وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ } [المؤمنون:8، المعارج:32]
فأثنى عليهم بأنهم مراعون للأمانات والعهود، غير خائنين في أماناتهم وعهودهم.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ وأَمْوَالِهِمْ "
رواه أبو هريرة و أنس بن مالك و فضالة بن عبيد الأنصاري، وصححه الألباني
وقال أيضا:
" لاَ إِيمَانَ لِمَنْ لاَ أَمَانَةَ لَهُ، وَلاَ دِينَ لِمَنْ لاَ عَهْدَ لَهُ "
رواه أنس بن مالك، وصححه الألباني
وللأمانة صورها المتعددة؛ منها:
أمانة نشر العلم
فما أعطاك الله من العلم فإنك تنشره وتبلغه وتفهمه فتنصح الناس وترشدهم وتأمرهم بالمعروف وتنهاهم عن المنكر.
عملا بقول الله تعالى:
{ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ } [آل عمران:104].
ومن الامانه أيضا:
الاستشاره والاستنصاح، فاذا استشارك احد وطلب منك النصيحه فعليك ان تكون صادقا معه وان تحب له ماتحب لنفسك.
فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ "،
قِيلَ: مَا هِيَ؟ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ:
" إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللهَ فَشَمِّتْهُ، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ، وَإِذَا مَاتَ فَاتْبَعْهُ "
قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ ) فَمَعْنَاهُ طَلَبَ مِنْكَ النَّصِيحَةَ ، فَعَلَيْكَ أَنْ تَنْصَحَهُ ، وَلَا تُدَاهِنَهُ ، وَلَا تَغُشَّهُ ، وَلَا تُمْسِكَ عَنْ بَيَانِ النَّصِيحَةِ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
مسند الإمام أحمد،وقال الإمام الترمذي: حسن صحيح
جعلنا الله وإياكم ممن قال الله فيهم:
{ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } [الأنفال: 4]
[/CENTER]
وندائي العاجل لكم آثرت أن أقدم له ما سبق رجاءً في الله سبحانه أن تستقبلوا كلامي بقلوبكم، وأن تتقبلوه منِّي خالصا لوجه الله تعالى،
فأقول وبالله التوفيق:
هذا نداء هام وعاجل لمن يحب الله ورسوله ويسعى لنشر الخير بالدعوة إلى الله تعالى،
سواءً هنا في هذا المنتدى العامر بذكر الله تعالى وحرصكم على نشر الخيرات،
أو في مواقع أخرى على شبكة الإنترنت، أو في حياتكم اليومية ممن تتعاملون معهم..
إحـــــــــــــــــــذروا
إحذروا كلَّ الحذر -أعزَّكم الله- عندما تكتبوا المواضيع وتنشروها
وكيف يكون الحذر؟
بداية..
فإنَّ حديثي هذا موجه لي أولا، ثم لكم بارك الله فيكم جميعاً
وأعني بذلك من وضع قدمه على بداية الطريق إلى الله في الدعوة إليه سبحانه –مثلي ومثلكم-،
لكن يُستثنى من توجيه الكلام من هو على قدر من العلم وهبه الله إياه فأصبح ذو بصيرة بفضل الله تعالى
تجعله يفرق بين الصواب وعدمه، وبين الصحيح وما دونه..
وهؤلاء بفضل الله –سبحانه واهب النعم- يعمر بهم المنتدى،
ونحسبهم على خير إن شاء الله تعالى، ولا نزكي على الله أحدا..
فجزاهم الله عنَّا كل الخير، وزادهم من فضله علما وتقوى ونورا
وأعود لما أود تذكير نفسي وإياكم به من الحذر عند كتابة أي موضوع
فقد لاحظت منذ أن بدأت العمل في المراقبة بقسم القرآن حياتي أن المواضيع تنقسم إلى نوعين:
-الأول يأتي بفتح من الله تعالى على صاحبه فيكتب ما يتأثر به من القرآن أو من حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم
-الثاني فهو نقل مباشر من أحد المواقع التي نتفاعل فيها مع ما نقرأه ونظن أن فيه فائدة للناس
وأبدأ كلامي عموما للنوعان من المواضيع..
بضرورة:
الحرص الشديد على نقل صحيح النص القرآني بالتشكيل، وصحيح الحديث الشريف:
- فالقرآن الكريم هو كلام رب العالمين الذي نتعبد به للمولى عزَّ وجلَّ تقرباً إليه سبحانه،
قراءةً وتدبراً واستماعاً وفهماً وعملاً
ولا يليق بنا أبداً أن نكتبه أو ننقله إلا كما ورد في المصحف الجامع له
تعظيما له وحرصا على صحة النقل حتى لا نحاسب على أخطاء قد يأخذها القارئ على أنها نص صحيح،
- والحديث الشريف هو قول النبي صلى الله عليه وسلم
الذي يجب أن نتحرى صحته كي لا نقع في دائرة الكذب عليه صلى الله عليه وسلم، عياذا بالله
وهذه النصيحة لي ولكم عندما نكتب أو ننقل أي موضوع
ومن هنا أدخل في صلب الهدف المرجو من ندائى العاجل بالتحذير
موضحا الآتي:
انتشرت الآن المواقع الإسلاميه على شبكة الإنترنت، وهى مختلفة
مابين:
1-مواقع إسلامية.. تخصّ عالِماً ربَّانياً بمفرده فقط
2-ومواقع إسلامية فقط.. يشرف عليها علماء متخصصون،
3-ومنتديات إسلامية فقط.. تسمح بمشاركات الأعضاء
4-ومنتديات عامة متنوعة.. بها قسم إسلامي،
5-وصفحات إسلامية على الفيس بوك،
6-ومجموعات دعوية من داخل الفيس بوك.. وهكذا
ولا شك أننا جميعا ندخلها لتلقي العلم من المواقع المتخصصة،
ثم ندخل الأخرى للإستفادة من بعض المواضيع
وحينئذٍ لو وجدنا موضوعا نتأثر به نسارع بنقله إلى مواقع أخرى للفائدة ونفع الناس
وهذا جهد نسأل الله تعالى أن نثاب عليه وأن يكتبه في موازين حسناتنا
لكن يجب علينا مراعاة الآتي وبحرص شديد:
أ- لا تجعل همك كله في نشر المواضيع بصفة مستمرة –كل يوم مثلا- ظناً منك أن هذا فيه الخير؛
[CENTER]
[CENTER]
فقد يشغلك ذلك عمَّا هو أهم وأفضل ( أداء الصلاة وسائر العبادات )
ب- لا تسارع بنقل أي موضوع من أي موقع إلا بعد تأكدك من منهج هذا الموقع: فالمواقع الإسلامية كثيرة جدا ومختلفة المذاهب الفكرية والعقائدية
فابحث ودقق أولا، ثم اختر المواقع التي تسير على منهج أهل السنة والجماعة
وذاك أمر يسير إذا ما دخلت على الصفحة الرئيسية وراجعت اسم العالم الذي يشرف على الموقع،
أو إذا كان مكتوب هدف الموقع، أو إذا قرأت شروط تسجيل العضوية، أو بأي وسيلة أخرى..
وتذكر أن نشر العلم أمانة سنحاسب عليها عياذا بالله لو كان فيه شائبة ما
ج- عندما تتحقق من المنهج السليم للموقع، وعند اختيارك لأحد المواضيع راعي الآتي:
التحقق من اسم كاتب الموضوع.. -فإذا كان عالما ربانيا من أهل الثقة فتوكل على الله، وأظن أننا جميعا نعرفهم جيدا جزاهم الله عنَّا كل الخير
-وإذا كان عالما غير معروفا لك.. فابحث عن سيرته الذاتية، وهذا أمر يسير للغاية -وإذا كان عضوا عاديا.. فراجع بالبحث مصدر الموضوع، وراجع الرد عليه من باقى الإداريين والمشرفين؛ لأنه أحيانا يضع بعضهم مواضيع
مخالفة ويقوم المسئول بالرد عليه في نفس القسم دون حذفها أو نقلها د- ضرورة مراجعة الآيات القرآنية المكتوبة بالموضوع من حيث:
صحة النص القرآني، وتشكيل الآيات، واسم السورة ورقم الآية
فأحيانا من يقوم بالتفريغ -للمقال أو المحاضرة أو خطبة الجمعة- يخطأ هو ومن يراجع عليه
وكلنا بلا شك معرضون للخطأ، وهذه أخطاء أشاهدها بعيني عندما أود نقل أياً من المواضيع ه- ضرورة مراجعة لفظ الحديث الشريف وتخريجه –ليست بمراجعة على العالِم حاش لله- لاحتمال وجود الخطأ أيضا فى التفريغ،
أو خطأ قد يرد على لسان العالِم الرباني، وليس هناك أحد معصوم عن الخطأ فَكُلٌّ يُؤخَذُ مِنْهُ ويُرَدّ إلا سيد الأولين والآخرين نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم و- إذا وجدت موضوعا أعجبك على أحد المنتديات العامة دون ذكر مصدره،
أو على أحدى صفحات الفيس بوك، أو المجموعات الدعوية الملحقة بها
فلا تتسرع بالنقل وتمهل جيدا وراجع بدقة أكثر وأكثر بحثا عن مصدر الكلام المكتوب
سواءً على البطاقات الدعوية أو غيرها وهنا لي وقفة هامة جداً بالنسبة للفيس بوك فمجاله أشمل وأعم للأكاذيب والتضليل بصفحات خداعة أو مجموعات دعوية توهمك أنها إسلامية وعلى منهج السلف الصالح؛
فاحذر كل الحذر يا باغي الخير وأعود أيها الكرام الأفاضل من حيث بدأت وأذكر لكم قول الإمام السعدي من حيث تقسيمه لأنواع الناس: منافقون، مشركون، مؤمنون إستنادا إلى وصف الله تعالى لأصناف الناس في أوائل سورة البقرة:
مؤمنون، كافرون، منافقون فالكافرون والمنافقون هم من يحاربوننا في صحة عقيدتنا، ويبذلون كل ما لديهم من إمكانات لهدم الإسلام والمسلمين،
ولكن كلمة الله هى العليا، ولنا النصر والغلبة بحوله وقوته القائل في كتابه العزيز: { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّـهِ
أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّـهِ قَرِيبٌ } [البقرة: 214]
[b][/b]