???? زائر
| موضوع: قصة عجيبة عن الحج الأحد نوفمبر 18, 2012 11:47 pm | |
| [center] هنيئا لك الحج ياسعيد .. قصة عجيبة غريبة
بعد انتهاء مراسم الحج وانفضاض الحجيج كل في حال سبيله اكتض المطار بالحجاج العائدين الى بلادهم
وهم ينتظرون طائراتهم لتقلهم الى الاحباب الذين ينتظرونهم بفارغ الصبر , جلس سعيد على الكرسي وبجانبه
حاج اخر فسلم الرجلان على بعضهما وتعارفا وتجاذبا اطراف الحديث حتى قال الرجل الاخر :
- والله يا أخ سعيد انا اعمل مقاولا وقد رزقني الله من فضله وفزت بمناقصة اعتبرها صفقة العمر وقد قررت ان يكون
اداء فريضة الحج للمرة العاشرة اول ما أفعله شكرانا لله على نعمته التي انعم بها علي وقبل ان أتي الى هنا زكيت
اموالي وتصدقت كي يكون حجي مقبولا عند الله .ثم اردف بكل فخر واعتزاز :
- وها انا ذا قد اصبحت حاجا للمرة العاشرة
اوم أسعيد برأسه وقال :
– حجا مبرورا وسعيا مشكورا وذنبا مغفورا ان شاء الله
ابتسم الرجل وقال :
– اجمعين يارب وانت يا أخ سعيد هل لحجك قصة خاصة ؟
اجاب سعيد بعد تردد :
– والله يا أخي هي قصة طويلة ولا اريد ان أوجع رأسك بها
ضحك الرجل وقال :
– بالله عليك هلا اخبرتني فكما ترى نحن لانفعل شيئا سوى الانتظار هنا .
ضحك سعيد وقال :
– نعم, الانتظار وهو ما تبدأ به قصتي فقد انتظرت سنينا طويلة حتى احج فأنا اعمل منذ ان تخرجت معالجا
فيزيائيا قبل 30 سنة وقاربت على التقاعد وزوجت ابنائي وارتاح بالي ثم قررت بما تبقى من مدخراتي
البسيطة أداء فريضة الحج هذا العام فكما تعرف لايضمن احد ماتبقى من عمره وهذه فريضة واجبة .
رد الرجل :
– نعم الحج ركن من أركان الاسلام وهو فرض على كل من استطاع إليه سبيلا .
اكمل سعيد :
– صدقت , وفي نفس اليوم الذي كنت اعتزم فيه الذهاب الى متعهد الحج بعد انتهاء الدوام وسحبت لهذا
الغرض كل النقود من حسابي, صادفت أحدى الامهات التي يتعالج ابنها المشلول في المستشفى الخاص
الذي اعمل به وقد كسا وجهها الهم والغم وقالت لي استودعك الله يا اخ سعيد فهذه اخر زيارة لنا لهذا
المستشفى , استغربت كلامها وحسبت انها غير راضية عن علاجي لابنها وتفكر في نقله لمكان اخر فقالت
لي لا يا أخ سعيد يشهد الله أنك كنت لابني أحن من الاب وقد ساعده علاجك كثيرا بعد ان كنا قد فقدنا الامل به .
أستغرب الرجل وقاطع سعيد قائلا :
– غريبة , طيب اذا كانت راضية عن أدائك وابنها يتحسن فلم تركت العلاج ؟
اجابه سعيد :
– هذا ما فكرت به وشغل بالي فذهبت الى الادارة وسالت المحاسب عن سبب ماحدث وان كان بسبب قصور
مني فاجابني المحاسب بان لاعلاقة لي بالموضوع ولكن زوج المرأة قد فقد وظيفته واصبح الحال صعبا جدا على
العائلة ولم تعد تستطيع دفع تكاليف العلاج الطبيعي فقررت أيقافه .
حزن الرجل وقال :
- لاحول ولا قوة الا بالله , مسكينة هذه المرأة فكثير من الناس فقدت وظائفها بسبب أزمة الاقتصاد الاخيرة
وكيف تصرفت يا أخ سعيد ؟
أجاب سعيد :
– ذهبت الى المدير ورجوته ان يستمر بعلاج الصبي على نفقة المستشفى ولكنه رفض رفضا قاطعا وقال لي
ان هذه مؤسسة خاصة تبتغي الربح وليست مؤسسة خيرية للفقراء والمساكين ومن لايستطيع الدفع فهو ليس
بحاجة للعلاج .
خرجت من عند المدير حزينا مكسور الخاطر على المرأة وابنها خصوصا ان الصبي قد بدأ يتحسن وأيقاف
العلاج معناه إنتكاسة تعيده الى نقطة الصفر , وفجأة وضعت يدي لا أراديا على جيبي الذي فيه نقود الحج
فتسمرت في مكاني لحظة ثم رفعت رأسي الى السماء وخاطبت ربي قائلا :
اللهم انت تعلم بمكنون نفسي وتعلم ان ليس أحب الى قلبي من حج بيتك وزيارة مسجد نبيك وقد سعيت
لذلك طوال عمري وعددت لاجل ذلك الدقائق والثواني ولكني مضطر لان أخلف ميعادي معك فاغفر لي
أنك أنت الغفور الرحيم .
وذهبت الى المحاسب ودفعت كل مامعي له عن اجرة علاج الصبي لستة اشهر مقدما وتوسلت اليه ان يقول
للمرأة بأن المستشفى لديه ميزانية خاصة للحالات المشابهة .
أدمعت عين الرجل :
– بارك الله بك واكثر من أمثالك, ولكن اذا كنت قد تبرعت بمالك كله فكيف حججت اذا ؟
قال سعيد ضاحكا :
– أراك تستعجل النهاية , هل مللت من حديثي ؟ اسمع ياسيدي بقية القصة , رجعت يومها الى بيتي حزينا على
ضياع فرصة عمري في الحج وفرح لأني فرجت كربة المرأة وابنها ونمت ليلتها ودمعتي على خدي فرأيت نفسي
في المنام وانا أطوف حول الكعبة والناس يسلمون علي ويقولون لي حجا مبرورا ياحاج سعيد فقد حججت في
السماء قبل ان تحج على الارض , دعواتك لنا ياحاج سعيد , حتى استيقظت من النوم وانا احس بسعادة غير
طبيعية على الرغم من أني كنت شبه متاكد أني لن اتشرف يوما بلقب حاج , فحمدت الله على كل شيئ ورضيت بأمره .
وما ان نهضت من النوم حتى رن الهاتف وكان مدير المستشفى الذي قال لي :
– ياسعيد أنجدني فأحد كبار رجال الاعمال يريد الذهاب الى الحج هذا العام وهو لايذهب دون معالجه الخاص
الذي يقوم على رعايته وتلبية حاجاته, وزوجة معالجه في ايام حملها الاخيرة ولا يستطيع تركها فهلا أسديتني خدمة
وذهبت بدلا عن المعالج ؟ لا اريد ان افقد وظيفتي اذا غضب مني فهو يملك نصف المستشفى .
قلت له بلهفة :
– وهل سيسمح لي ان أحج ؟
فاجابني بالموافقة فقلت له أني سأذهب معه ودون اي مقابل مادي , وكما ترى فقد حججت وباحسن مايكون عليه الحج
وقد رزقني الله حج بيته دون ان ادفع اي شيئ والحمد لله وفوق ذلك فقد اصر الرجل على اعطائي مكافئة مجزية
لرضاه عن خدمتي له وحكيت له عن قصة المرأة المسكينة فأمر بان يعالج ابنها في المستشفى على نفقته الخاصة
وان يكون في المستشفى صندوق خاص لعلاج الفقراء وفوق ذلك فقد اعطى زوجها وظيفة لائقة في احدى شركاته .
نهض الرجل وقبل سعيد على جبينه :
– والله لم اشعر في حياتي بالخجل مثلما أشعر الان يا اخ سعيد فقد كنت أحج المرة تلو الاخرى وانا أحسب نفسي قد
انجزت شيئا عظيما وان مكانتي عند الله ترتفع بعد كل حجة ولكني ادركت لتوي ان حجك بالف حج من امثالي فقد
ذهبت انا الى بيت الله بينما دعاك الله الى بيته ومضى وهو يردد:
غفر الله لي, غفر الله لي .
[/center] |
|
ام عمر الاشراف العام
المزاج : عادى
| موضوع: رد: قصة عجيبة عن الحج الإثنين نوفمبر 19, 2012 4:58 am | |
| جزاكى الله خيرا اللهم ارزقنا زيارت بيتك | |
|