:salam.gif:
مراقبة الله في الخلوة
إن للخلوة تأثيرات تبين الجلوة ، كم من مؤمن بالله عزوجل يحترمه عند الخلوات
فيترك مايشتهي حذراً من عقابه ، أورجاء لثوابه ، أوإجلالاً له ،
فيكون بذلك الفعل كأنه طرح عوداً هندياً على مجمر فيفوح طيبه
فسينشقه الخلائق ولايدرون أين هو .
***
وعلى قدر المجاهدة في ترك مايهوى تقوى محبته ، أوعلى مقدار زيادة دفع ذلك المحبوب المتروك يزيد الطيب ، ويتفاوت تفاوت العود. فترى عيون الخلق تُعظم هذا الشخص وألسنتهم تمدحه ولايعرفون لم ؟
ولايقدرون على وصفه لبعدهم عن حقيقة معرفته .
***
وقد تمتد هذه الأرابيح بعد الموت على قدرها ، فمنهم من يُذكر بالخير مدة مديدة ثم ينسى ،
ومنهم من يُذكر مائة سنة ثم يُخفى ذكره وقبره، ومنهم أعلام يبقى ذكرهم أبداً .
***
وعلى عكس هذا من هاب الخلق ، ولم يحترم خلوته بالحق ، فإنه على قدر مبارزته بالذنوب
وعلى مقادير تلك الذنوب ، يفوح منه ريح الكراهة ،فتمقته القلوب، فإن قل مقدار ماجنى
قل ذكر الألسن له بالخير ، وبقى مجرد تعظيمه ،
وإن كثر كان قصارى الأمر سكوت الناس عنه لايمدحونه ولايذمونه .
***
ورب خال بذنب كان سبب وقوعه في هوة شقوة في عيش الدنيا والأخرة
وكأنه قيل له : ابق بما اّثرت فيبقى أبداً في التخطيط .فانظروا اخواني الى المعاصي أثرت وعصرت .
***
وقال أبوالدرداء رضي الله عنه :
(( إن العبد ليخلو بمعصية الله تعالى فيلقى الله بغضه في قلوب المؤمنين من حيث لايشعر ))
فتلمحوا ماسطرته واعرفوا ماذكرته ، ولاتهملوا خلواتكم ولاسرائركم ،
فإن الاعمال بالنية ، والجزاء على مقدار الاخلاص.
***
راق لي فنقلته من كتاب صيد الخاطر لابن الجوزي
:warda.gif: